حدثني أحد الشباب أنه ترك حلقة تلاوة القرآن الكريم مع الشيخ لأن الشيخ أخبره أن "القرآن والدخان لا يجتمعان" وهو مدخن! فخجل من نفسه وترك...حلقة القرآن!
من قال أن القرآن والدخان لا يجتمعان؟!
بل من قال أن الحسنة لا تجتمع مع السيئة؟!
قد يكون في الإنسان طاعات ومعاص،يؤجر هناك ويؤثم هنا..
وإن كانت إحداها تمحي الأخرى فالحسنات تمحي السيئات..
هل رأيتم كيف أعان هذا الشيخ الفاضل الشيطان على ذلك الشاب!
و الأولى بمن عنده معاص كثيرة الإكثار من الصالحات..لا هجرها بحجة وجود معصية عنده..بهذا المنطق جاءت النصوص الشرعية:
"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ"
"(وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا) وفي رواية: (إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً , فَاعْمَلْ حَسَنَةً، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا) "حديث صحيح..
" صَدَقَةُ السِّرِّ , تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ "حديث صحيح
وهذا الكلام ينطبق على من يسمع الغناء الماجن المحرم لكنه يستمع للقرآن ، فليس من الفقه في شيء تنفيره من سماع القرآن لأنه يستمع للحرام،وليس من الفقه المفاصلة معه:إما القرآن وإما الغناء المحرم!
نعم..المعاصي تكسل القلب عن الطاعة وتبطئ سير القلب إلى الله..وليس من الفقه البتة المساعدة في هذا الإبطاء بالتيئيس من الطاعة لوجود المعصية.
بل نحثه على الخير وعلى سماع القرآن وتعلمه والعمل به،ونذكره أن الانتفاع الأكمل بالقرآن يكون مع الاجتهاد في ترك المعصية..
حتى مع المعصية هناك انتفاع بالقرآن الكريم والطاعات بشكل عام...لكن هذا الانتفاع أقل مع وجود المعصية.
وقد تزيد تلك الطاعات-ومنها قراءة القرآن الكريم-الإيمان حتى تكون سببا في ترك تلك المعاصي.
فيا صاحب المعاصي-وكلنا أصحاب معاصي-:
أكثر من الصالحات وقاوم الأثر السلبي للمعصية بإبطاء القلب عن الطاعة..قاومه بطريقين:
بالاجتهاد في الصالحات
بالاجتهاد في التوبة..
وتقصيرك بأحد هذين الطريقين لا يبرر تقصيرك بالطريق الآخر..
بل أشعل_الجبهات
وأبشر يا طيب...
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ..