أولاً :
يجب مُخاطبة الناس على قدرِ عقولهم فالحديث مع الحُكماء غير الحديث مع السُفهاء والحديث مع الخاصة غير الحديث مع العامة .
وقد قيل : لا تتحدّث بالحكمة عند السفهاء فيُكذبوك ولا بالباطل عند الحكماء فيمقتوك ، وقيل من تحدّث لمن لا يستمع لحديثه كان كمن يُقدم طعامه لأهل القبور ! .. ويقول "سقراط" : ينبغي للعاقل أن يُخاطب الجاهل مُخاطبة الطبيب للمريض ! .
ثانياً :
من البلاغة مُطابقة الكلام لمُقتضى الحال فمُراعاة الحال واجبة وكما قيل : " لكُلِّ مقامٍ مقال " .. فمدخل الإنسان في حال الفرح يختلف عن مدخله في حال الحزن ومدخله في حال الغنى يختلف عن مدخله في حال الفقر ومدخله وهو غاضب ثائر يختلف عن مدخله وهو هادى إذاً يجب مُراعاة العقول والأحوال معاً .
ثالثاً :
وهو الأهم مخاطبة الناس بصدق فما يخرج من القلب يصل للقلب لكن للأسف كثيرون برعت ألسنتهم في الحديث عن المباديء والقيم والمثل العليا والأفكار النبيلة وعن الوطن والمواطنة والقيم وحتى عن المشاعر والأحاسيس الجميلة لكن قليلون منهم من تمكنت عقولهم من إدراكها وقلوبهم من الأحساس بها !!.
رابعاً :
التنازل عن النصر في المعارك الجدلية التي لا جدوى منها سوى الثرثرة هي من بلوغ الحكمه ، لكن من الخطأ أن يتوانى الإعلامي عن الإنتصار لحق أو تحقيق مبدأ أو إيصال رسالة !!.
خامساً :
الإختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية .. إختلافي مع الآخر لا يعني أنني أكرهه أو أحتقر عقله ورأيه ولا يعني أنني ضده أو هو ضدي أو ضد الله أو الوطن فكما قال أحد الحُكماء : الآراء (للعرض) ليست (للفرض) .. و(للإعلام) ليست (للإلزام) .. و(للتكامل) ليست (للتلاكُم)!.
وفي النهاية الإعلام هو رسالة واضحة أتمنى أن نعيها .
#مؤمن_فارس